شهر رمضان هو أحد الشهور التي قد يلجأ فيها الناس إلى الخمول والكسل؛ بحجة عدم تناول الغذاء والمياه طوال النهار، ولكن الحكمة الربانية من الصيام هي اختبار قوة وعزيمة الفرد المؤمن على تحمل فريضة الحرمان من الماء والطعام طوال النهار وكذلك مقاطعة الشهوات والبعد عنها، والقدرة على توليد العزيمة والطاقة من قلب الإنسان المؤمن، خاصة إذا التزم بالعادات الغذائية الصحية الواردة في سنة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، والتي تحمل الخير والمصلحة لكل مسلم مؤمن بفروض الله وغايته منها، ولبيان ذلك يعرض الدكتور أمير صالح فوائد الصيام في برنامج صحتك في رمضان، تحت عنوان احسبها بالحسنات في رمضان.

احسبها بالحسنات في رمضان

الكثير منا يتساءل ويسأل المتخصصين من الشيوخ، هل لو بلعت ريقي هل أفطر؟ وهنا يرد عليه الدكتور أمير صالح بأن سؤاله ينم عن شيء في قلبكَ، ويدل على خوفك من ربنا حتى الريق تخشى أن يكون سببا في إفطارك، وبسببه تفقد حسنات هذا اليوم، وإجابتي على السؤال أنه لا يفطرك بالتأكيد، وإن كنت حريصا كل هذا الحرص فأنت تحسبها صح تحسبها بالحسنات.

رمضان ليس شهر الراحة والتكاسل

إن أردنا جميعا أن نحسبها صح بالحسنات علينا أن نجتهد وننشط، فالكثير من الطلبة يريدون أن يؤدوا الامتحانات قبل رمضان، حتى يجلسوا في البيت في رمضان، وكأنه شهر الراحة والدعة والتكاسل، فأقول: لا، رمضان هو شهر العمل والكفاح والجهاد، فغزوة بدر كانت في رمضان، السادس من أكتوبر كانت في رمضان، معركة حطين كانت في رمضان، فكل الانتصارات كانت في رمضان لما فيها من همم عالية، لأنهم يحسبونها بالحسنات.

باب الريان

في هذا الشهر الذي نصوم فيه بالساعات الطويلة كلنا يحسبها بالحسنات، نريد الأجر، نجري حتى ندخل من باب الريان، الباب الذي ينادي على الصائمين، كلنا نريد أن نحشر مع النبي صلى الله عليه وسلم، وننادى من هذا الباب، لذلك أنادي كل من يبذل مجهودا في عمله في مذاكرته أن نحسبها بالحسنات، وليس بالفلوس، ففي حديث النبي صلى الله عليه وسلم الذي يحدثنا فيه عن أحد فضائل الذكر، فيقول: «من قال سبحان الله غُرِسَ له بها غرس في الجنة»، فكل منا حينما يدرك أنه عندما يقول سبحان الله، فإن في حسابه 10 جنيهات في البنك مثلا، هل سيمتنع أحد منا من قول سبحان الله؟ أبدا لن نمتنع عن الذكر؛ وذلك لأننا على يقين أن البنك يحسب لنا.

احرص على كسب الحسنات

فما بالك أن من يوعدك هو الصادق سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فتخيل وأنت جالس في رمضان الأعمال تتضاعف والحسنات تتضاعف وأنت صائم محتسب وحولك الناس غير المسلمين يأكلون ويشربون، وأنت من أجل الأجر والثواب صائم محتسب، صابر على هذا التعب، فشهر الصيام هو شهر المراقبة، فمن الذي يجعلك تراقب نفسك؟ هو أنك تعلم أن هناك الله المطلع، فأي عمل هناك رب مطلع بصير حسيب، سميع؛ يسمعك ويراك، لذا عليك في هذا الشهر أن تحرص على زيادة حسناتك، اجتهد في عملك، أدي واجبك أفضل من قبل رمضان، لذلك فالطالب الذي يجتهد ويذاكر في رمضان يأخذ أجرا أفضل فهذا الشهر تضاعف فيه الحسنات.

أمير صالح يطالب الأساتذة بمراعات الطلاب

يطالب الدكتور أمير صالح من الأساتذة المحاضرين أو الممتحنين للطلبة أن يرحموهم في الأسئلة الشفوية وأن يرحموهم من الأسئلة الصعبة في الامتحانات العملي، وليس معنى ذلك أن نعطي لهم أسئلة تافهة ولكن أسئلة مفيدة في المنهج، وألا نضطهد طالبا، وأذكر نفسي قبل زملائي، وأنصح الطلبة بإياكم والتراخي والتكاسل في هذا الشهر، اجتهدوا وراقبوا الله لجلب الحسنات.