التغيرات الحيوية والفسيولوجية خلال الصيام في شهر رمضان
ملخصات أبحاث المؤتمر الدولي الأول للطب النبوي التطبيقي
التغيرات الحيوية والفسيولوجية خلال الصيام في شهر رمضان
يترافق الصيام في رمضان، والذي يستمر من 12-17 ساعة تبعاً لموسم الصيام، وحصول تغيرات حيوية وفسيولوجية متعددة تشمل وزن ومكونات الجسم والمقاييس الأنثروبومترية ( مثل منسوب كتلة الجسم)، والتي تتغير تبعاً لمستوى النشاط البدني وطبيعة النمط الغذائي المتبع ووزن الجسم قبل الصيام، كما يترافق وحصول تغييرات في مكونات الدم من السكر (الجلوكوز) والدهنيات (الكوليسترول الكلي والمنخفض الكثافة والعالي الكثافة والجليسيريدات الثلاثية) والبروتينات الدهنية الدقيقة، والتي يعتمد تغييرها على طبيعة الغذاء المتناول خلال الإفطار.
كذلك فقد لوحظ تغير محتوى الدم من اليوريا وحمض البول والأملاح الذائبة (الكهارل) ومكونات الدم المناعية خلال فترة الصيام. ومن أبرز التغيرات الحيوية خلال الصيام التغير في هرمونات الجسم، ومنها هرمون اللبتين الذي يتباين مستواه تبعا للتغير في وزن الجسم، كما تشمل التغيرات في هرمونات الأيض المسؤولة عن توفير مصادر الطاقة كالإنسولين و الجلوكاجون والإبينيفرين، والتي تتناوب في التأثير خلال ساعات الصيام بهدف المحافظة على مستوى سكر الدم ضمن حدوده الطبيعية التي تمكن الدماغ من القيام بالوظائف الحيوية المنوطة به، ولدرء الآثار السلبية على الصحة المترتبة عن نقص الطاقة خلال ساعات الصيام.
لكن التشريعات الإسلامية التي تنظم عبادة الصيام توجب على المسلم قطع الصيام واستئناف تناول الطعام والماء لئلا يؤدي استمرار الصيام إلى إلحاق الضرر بالجسم، حيث يؤدي الصيام الطويل (وهو ما يعرف بوصال الصيام) إلى التحول إلى الاعتماد على أكسدة الأحماض الدهنية وإنتاج الأجسام الكيتونية كمصدر للطاقة، والتي يؤدي ارتفاع منسوبها في الدم وتراكمها في الجسم إلى حصول تغيرات سلبية تؤثر على صحة الجسم وحيويته تتمثل في زيادة حموضة الدم والتأثير على الدماغ والتسبب في الغيبوبة الكيتونية، كما يلجأ الجسم إلى تحليل بروتينات العضلات للحصول على الأحماض الأمينية المنتجة للجلوكوز، مما يضعف الجسم ويسبب له الوهن والهزال.
معز الإسلام عزت فارس قسم التغذية-كلية الصيدلة والعلوم الطبية المساندة- جامعة البترا عمان-الأردن